أزمة انسانية تلوح في أفق عدن مع استمرار الاشتباكات المسلحة وسط الأحياء السكنية
يمنات – خاص
باتت محافظة عدن، جنوب اليمن، بعد “3” أيام من الاشتباكات المسلحة، مهددة بأزمة انسانية، ستطال أثارها الكارثية المدنيين.
توسع الاشتباكات خلال الأيام إلى أكثر من مديرية تسبب في اغلاق الطرقات و المحلات التجارية و الخدمية، التي يقصدها المدنيون للتزود بما يحتاجونه يوميا.
ثلاث أيام من اغلاق الطرقات و تحويل الأحياء السكنية إلى مناطق عسكرية في مديريات صيرة و خور مكسر و المعلا و التواهي و دار سعد خصوصا، ألقت بتبعاتها على خدمتي الكهرباء و المياه، اللتان باتتا مهددتان بالتوقف، بسبب نفاذ الوقود، و عدم قدرة العاملين على الوصول إلى المحطات، عوضا عن تعرض شبكة الكهرباء و خطوط المياه لأضرار جراء القذائف العشوائية، التي يطلقها الطرفين.
تحذيرات
و بدأت منظمات اغاثية و جهات حكومية خدمية تطلق التحذيرات من استمرار القتال في أوساط الأحياء السكنية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، قالت الجمعة 9 أغسطس/آب 2019، إن أكثر من 200 ألف شخص فقدوا القدرة في الحصول على مياه نظيفة في محافظة عدن.
و طالبت على حسابها في تويتر، بضمان وصول الجرحى و المرضى إلى المرافق الصحية. داعية إلى حماية العاملين في الرعاية الصحية. و أكدت في الوقت ذاته أن ذلك مسألة حياة أو موت.
و الخميس الماضي أعلن مدير مؤسسة المياه و الصرف الصحي في عدن، فتحي السقاف، تعثر ضخ المياه الى 4 مديريات، هي (صيرة، خور مكسر، المعلا، التواهي). مشيرا إلى أن عمال المؤسسة لم يستطيعوا الدخول الى محطة “البرزخ” في مدينة خور مكسر، بسبب ضراوة الاشتباكات في المنطقة المحيطة بموقع الخزانات.
و لفت السقاف إلى أن اتفاق مبدئي جرى بين مؤسسة المياه في عدن، و الصليب الأحمر، لنقل العمال السبت 10 أغسطس/آب 2019، بسيارات المنظمة و إدخالهم إلى مواقع تشغيل المحطة.
كهرباء عدن هي الأخرى حذرت من تعرض شبكة نقل التيار الكهربائي للتلف بسبب القذائف. كما حذرت من توقف محطات توليد الكهرباء في مناطق الاشتباكات، بسبب نفاذ الوقود، لعدم قدرة العاملين على الوصول إليها، و كذا اغلاق الطرقات.
كما حذرت شركة مصافي عدن، التي تتمركز بجوارها قوات لطرفي الصراع، من تعرض خزانات الوقود للقصف، ما يسبب كوارث لن تكون محمودة العواقب.
ضحايا مدنيين
تقول مصادر طبية ان الضحايا في أوساط المدنيين، بدأ بالتصاعد بشكل يومي، جراء الاشتباكات التي تدور في الأحياء السكنية، و القذائف العشوائية التي تتساقط على المنازل.
و نقلت وكالة “رويترز” الجمعة، عن مصادر طبية، إن ما لا يقل عن ثمانية مدنيين قتلوا، الجمعة، إثر الاشتباكات المسلحة.
و قالت منظمة أطباء بلا حدود الاغاثية، ان “75” جريح أغلبهم من المدنيين، وصولوا إلى مشفاها في عدن. واصفة اصابة “7” منهم بالحرجة.
عدن هي عبارة عن رقعة عمرانية حضرية، مكونة من أحياء سكنية، لا تصلح كمسرح عمليات، كون القتال سيتم في أوساط الأحياء السكنية، ما يعني أن الضحايا سيكون في الأغلب من المدنيين، و بالتالي فإن دخول السلاح المتوسط و الثقيل على وجه الخصوص في المعركة، سيكون له تبعات كارثية على المدنيين، سواء من حيث الأضرار البشرية أو المادية.
النزوح خيار أمام المدنيين
اندلاع الاشتباكات وسط الأحياء السكنية سيؤدي إلى حصار المدنيين في منازلهم و اغلاق المرافق الخدمية، كالبقالات و المطاعم و البوفيات، فضلا عن توقف امدادات المياه و الكهرباء، في ظل صيف قائض ترتفع فيه درجات الحرارة إلى قرابة الـ”40″ درجة مئوية، عوضا عن الرطوبة المرتفعة.
هذا الحصار سيجبر كثير من الأسر على النزوح، و أغلب من تقع منازلهم في مناطق النزوح سيضطرون للمغادرة على الأقدام، ما سيجعلهم لنيران المتصارعين، فضلا عما ستتركه من تبعات في المناطق التي سيتجه إليها النازحون، في ظل تدهور الخدمات و غياب الأمن و أزمة السكن، و الوضع الاقتصادي المتردي لأغلب الأسر اليمنية.
و بالتالي فإن مطلب وقف الاشتباكات في عدن، بات مطلبا ملحا، تجنبا لأثاره الكارثية على المدنيين، ليس في عدن فحسب، و انما في المحافظات التي ستتجه إليها موجات النزوح.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.